تلعفر ما بعد داعش

I'm an image! ٠١ / سبتمبر / ٢٠٢١

ما زال عشرات الالاف من مواطني تلعفر نازحون في مدن ومحافظات أخرى، وفي تركيا، يعرقل عودتهم دمار منازلهم وعدم وجود تعويضات حكومية منصفة، إلى جانب عدم وجود فرص عمل توفر حياة كريمة لأبنائها، بينما البعض منهم عليهم مؤشرات أمنية لارتباطهم بالتنظيم المتطرف أبان سيطرته على المدينة لذا لا يمكنهم العودة دون اقرار ميثاق شرف عشائري يعالج ذلك الأمر.

وسقطت تلعفر في 26 حزيران 2014، بعد أيام من سقوط الموصل، ورغم أن أهلها سعوا للحفاظ على مدينتهم وأبدوا مقاومة ضد عناصر داعش الا أن نفاد الأسلحة والذخيرة، وعدم تحريك الحكومة المركزية ساكناً حال دون استمرارهم، فاضطروا إلى تركها والتوجه نحو سنجار(50 كم غرباً، ذات اغلبية ايزيدية) ومنها إلى محافظات أخرى.

وعاشت المدينة خلال السنوات 2005-2010 أوضاعاً أمنية معقدة، حيث كانت مسرحاً لعمليات ارهابية واغتيالات خلفت الاف الضحايا والمصابين، حملت في مجملها طابعاً مذهبياً، وقيدت حركة سكانها حتى من ارتياد المستشفيات والدوائر الحكومية في مركز المحافظة.

المشاريع الحكومية -اليوم- تكاد تكون معدومة منذ التحرير وحتى الساعة، فيما بادرت المنظمات الدولية العاملة في المدينة إلى الأخذ بزمام الأمور، فعملت في توفير مياه الاسالة وتنظيف الطرقات وتبليطها، واعادة اعمار المؤسسات الرسمية والمدارس، وتجهيزها، واعادة منظومة الكهرباء والماء بشكل محدود، وتأهيل دور بعض السكان التي تضررت نتيجة الأعمال العسكرية والارهابية، كما تعمل تلك المنظمات في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفى الوحيد في المنطقة والمراكز الصحية، بل وتوفر بعضها الدعم النفسي والاجتماعي لمن يعانون من أزمات نفسية ويحتاجون برامج تأهيل.